“جول فيرن”
أديب فرنسي ولد عام 1828 وقد عرف منذ صباه بخياله الخصب الفذ ولكنه لم يكن يعتمد على الخيال وحده في كتاباته وكان يستفز إعجاب الجغرافيين بوصفه للأماكن الكثيرة النائية التي يكتب عنها، كما كان يثير إعجاب العلماء بتنبؤاته التي تتضمنها مؤلفاته.
وقد اعترف أكثر من مخترع بفضل كتابات “جول فيرن” عليه ومما قاله عنه “ماركوني”، صور “فيرن” للناس رؤى محببة تمنوا أن يفعلوا مثلها، وحفزتهم إلى محاكاتها وحينما طار الأميرال “بيرد” فوق القطب الجنوبي قال: “لقد كانت كتابات “فيرن” ترشدني أثناء رحلتي”.
وكان أول مؤلفاته كتاب بعنوان “خمسة أسابيع في بالون” كان قطعة من الخيال الشائق الممتع عرضه على ناشر يدعى “بير هنزل” فأبدى إعجابه بكل صفحة من صفحاته وخرج المؤلف لا بعقد اتفاق خاص بهذا الكتاب وحده وإنما بعقد لتأليف كتابين في كل عام لمدة عشرين سنة بأجر لم يكن يحلم به أحد في ذلك الحين.
وبعد بضعة أشهر كان القراء يتخاطفون مجلة اتفقت معه على أن يكتب فيها فصولا تتضمن وصف رحلات وأسفار إلى مناطق نائية وقد تنبأ “فيرن” في هذه الفصول باكتشاف القطب الشمالي قبل أن يكتشف بنحو نصف قرن ثم كتب قصة أخرى بعنوان “رحلة إلى مركز الأرض” قام أبطالها بالغوص إلى باطن الأرض في “أيسلندا”.
وظل “فيرن” خمسة وأربعين عاما ينتج كتبا من هذا اللون تباع بالملايين بين الخاصة والعامة في مختلف أنحاء المعمورة، وقد كان يستقي وقائعها من قراءاته العديدة، ثم يضفي عليها من خياله الخصب وقد ظهر أنه قرأ قبل تأليف كتابه “من الأرض إلى القمر” ما لا يقل عن خمسمائة كتاب ومات “فيرن” في عام 1909 وهو في السابعة والسبعين.
عزيزي القارئ:
بين يديك رواية رسول القيصر للكاتب العالمي “جول فيرن” الذي بيعت مؤلفاته في أنحاء المعمورة بالملايين وتجد ملخصا لتاريخ حياته في الصفحة الرابعة وهي رواية إنسانية وطنية. تصور أروع المثل العليا في الشجاعة، والوفاء، والإخلاص والتفاني في أداء الواجب واحتمال الشدائد واقتحام العقبات والآلام والمخاطر وهي إلى ما فيها من وصف رائع لما كان عليها بطلها الشاب “ميشيل ستروجوف” من صفات عظيمة تعرض تاريخ حرب شعواء بين “قيصر روسيا” و”ملك التتار” في أوائل القرن التاسع عشر وقد احتدم فيها العراك بين مطامع هذين الملكين، وبرز فيها ما تعانيه الشعوب من وبال ونكبات من جراء أطماع القادة وزعماء الحرب والسياسة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.