كليلة ودمنة

الكتاب ألَّفه «بَيْدبَا » الفيلسوف الهندي، كان يُسمَّى قبل أن يُترجم إلى اللغة العربية «الفصول الخمسة »، وهي مجموعة قصص ذات طابع يرتَبط بالحكمة والأخلاق، يُرجَّح أنها تعود لأصول هندية استخلصها«بَيْدبَا » من خلاصة الحكمة الهندية بأسلوب مسلٍّ.

«كليلة ودمنة » جمع الحكمة واللهو، وينبغي لمن يقرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وُضعت له، وإلى أية غاية جَرى مؤلفه فيه عندما جعل أحاديثه تدور على ألسنة الحيوانات والطيور، وجَعَلها أمثالًا ثمَّ إن العاقل إذا فهم هذا الكتاب، وبلغ نهاية علمه فيه ينبغي له أن يعْمل بما عَلم منه لينتفع به، ويجعله مثالًا لا يحيد عنه.

معظم شخصيات قصص «كليلة ودمنة » حيوانات بريَّة، هكذا تدور القصص بالكامل ضمن الغابة على ألسنة هذه الحيوانات، والطيور. وحوى الكتاب تعاليم أخلاقية موجَّهة إلى رجال الحُكم وأفراد المجتمع.

قامت الحكايات على الإيحاء والرمز، وعلى مبدإ الثنائيَّات خاصة ثنائيّة الظاهر والباطن، أي أن الحكايات فيها تشبيه تمثيلي اتخذ فيها الحيوان بديلاً عن الإنسان، ودليلاً عليه.

تناولت أبواب الكتاب موضوعات مختلفة:

منها موضوع محاولات المجرم العبثية للتَّهرب من وجه العدالة، وأنه لا بد من أن ينال قَصاصَه العادل، كما يتناول واجبات السلطة القضائية، وموضوع آخر يدعو إلى التعاون ليكشف عن خفايا السياسة الداخلية في الدولة، وصراع السياسيين وتنافسهم، ويقدم باب آخر توجيهات في أصول الحُكم والسياسة الخارجية، ويقدم في هذا المجال عظات أخلاقية فردية منوعة المواضيع.

«كليلة ودمنة » كتاب ينبغي لك أن تقرأه، لما فيه من عظات وتوجيهات نافعة، وبأسلوب ممتع.