آمال عظيمة – Great Expectations

“تشارلز ديكنز”

1870-1812

ولد “تشارلز ديكنز” في 7 شباط (فبراير) سنة 1812 من أبوين فقيرين.. واشتغل في صباه “نقاشا”، وفي شبابه المبكر كاتب محام، ثم مخبراً صحفياً.. لكنه كان يهوى الكتابة والأدب فثابر عليهما حتى ذاع صيته كمؤلف روائي – يعتبره الإنجليز اليوم أعظم كتابهم الروائيين في جميع العصور وقد نبغ” ديكنز” في وصف الشخصيات والأماكن، ولا سيما من الطبقات الفقيرة والأحياء الفقيرة.. كما نبغ في السخرية والدعابة وكرس قلمه اللاذع في أكثر رواياته لإصلاح المفاسد الاجتماعية عن طريق شن حملات قاسية عليها.

الأمر الذي كان له في حالات كثيرة أثره المباشر في مبادرة الحكومات إلى تصحيح هذه الأوضاع وإزالة تلك المفاسد.

تبدا الرواية أحداثها بإلقاء الضوء على شاب يتيم يدعى” فيليب بيديب” أو “بيب” ومساعدته لرجل مذنب هرب من السجن مما دفع “بيب” لسرقة الطعام لكي يطعم هذا الرجل كانت الأحداث الأولية تدور في منطقة المقابر لكن سرعان ما قبض على هذا الرجل وتم تسليمه وترسيله لقضاء العقوبة في “أستراليا” وكان هذا المشهد الافتتاحي هو الذي بدأ به “ديكنز” روايته ثم بدأ يستعرض بعض الملامح عن شخصية “بيب” والتحاقه بمنزل السيدة “هافيشام” تلك المرأة الغنية التي تعاني بعض الاضطرابات الذهنية والتي قررت أن تنكث الرجال (تنكث بعهودها مع الرجال) بعد حب وذلك في عيد ميلادها منذ سنوات طويلة ولم تشف من هذا الأمر بعد ولقد تم إحضار “بيب” إلى منزل “هافيشام” لكي يلعب مع “إستيلا” وصيفة السيدة “هافيشام” ولقد كانت هذه الفتاة سعيدة بتعذيب “بيب” نظرا لحالته الرثة وعمله كصبي عند حداد.

ولقد قال “بيب”: “أنا لم أخجل مطلقا من يدي أو عملي كصبي حداد. ولكن هذا الازدراء مرير للغاية، وأصبح مثل العدوى والمرض الملازم لي طوال حياتي وجعلني معذبا بها تقترب مني ثم تبتعد بصورة متواصلة”.

ولدى هذا الشعور بالفعل إلى سخط “بيب” بصفة مستمرة على الحياة وجعله يفكر طويلا في تغيير مجرى حياته ويصبح رجلا له وزن ومن هنا نشأت فكرة الأمال العظيمة للسفر إلى “لندن” وبعد مرور عدة سنوات من السخط والغضب وصداقته ل”بيدي” و”جو” والتي من الممكن أن نقول عنها إنها صداقة منذ الطفولة أصبح “بيب ” وريثا لشخص غير معروف مما جعله يقفز إلى الفرصة التي يحلم بها طوال حياته: ألا وهي السفر إلى لندن وترك كل شيء في سبيل هذا الهدف حتى أصدقاءه ولكن “بيب” تعلم أن هذه الآمال العظيمة سلاح ذو حدين ولا شيء ممكن تحقيقه بسهولة في وجود التمني فقط .

وقد تتشابه أحداث هذه الرواية مع رواية “ديكنز” “قصة مدينتين “على الرغم من أن رواية ” أمال عظيمة” مختلقة عن باقي الروايات في أن أحداثها مظلمة بعض الشيء وسريالية فوق الواقع و يعوزها النظام والترابط ولقد أثارت هذه الرواية الجدل بين المؤلفين وذلك بمقارنتها ب”ديفيد كوبرفيلد” و”مارتين شوزلويت” حتى إن ديكنز كان متشككا في أمر هذه الرواية وكتب بالفعل نهايتين لها.