ابنة البخيل – La Comédie Humaine

“أونوريه دي بلزاك”

1850-1799

أونوريه دي بلزاك صحفي وكاتب و أحد مبدعي الواقعية في الأدب إن فكرة الكوميديا الإنسانية – مجموعة من رواياته وقصصه – ترجع أساسا إلى الكوميديا الإلهية ل “دانتي” كتب بلزاك قبل نجاحه روايات ومسرحيات تحت اسم مستعار ولد “أونوريه دي بلزاك” في “تور” ولكنه انتقل إلى باريس في عام 1814 بسبب عمل والده.

بالنسبة إلى السنوات الأربع الأولى من حياته ظل “بلزاك ” في مراكز التبني كان طالبا في مدرسة “فندوم” وفي ‘الوريون” ثم عمل في مكتب محام في عام 1819- عندما انتقلت أسرته إلى” فيباريز “كشف بلزاك عن رغبة في أن يكون كاتبا انتقل مرة أخرى إلى باريس وكتب قصته الأولى “كرومويل” في عام 1822 كتب بلزاك عدة روايات تحت اسم مستعار لكن لم يحالفه النجاح فيها .

استمر في عمله ككاتب؛ لأنه كان يؤمن بحاجته إلى الكتابة لكي يحقق النجاح ولسوء الحظ افتتح دار نشر لم تنجح أيضا، وأنهى “بلزاك” حياته مدينا.

هذه الرواية

من “الكوميديا الإنسانية” التي وضعها “بلزاك” في عدة روايات إختار لكل منها جانب من النقص الإنساني ومهزلة الطبائع البشرية, وجعله موضوع لروايته يصور فيه هذا النقص, ويبرز فيه مساوئه ومبلغ جنايته على الفرد والمجتمع وقد تناول في ابنه البخيل غريزة البخل وكيف تتمكن من صاحبها : وتتغلب على غرائز الخير فيه وعلى كل عاطفة من عواطفه الكريمة حتى عاطفة الأبوة.

وصور هذه الغريزة في أعنف وأغرب صورها, وقدم البخيل في صورته البشعة, وكما هو في حياته الدنيئة مع نفسه، ومع أهله، ومع الناس، و أرانا إلى جانب ذلك صور أخرى من النقص الإنساني، هي صورة الطمع الماكر في إبنة البخيل وكيف تعيش موضع ملاحقة متواصلة من المعجبين بمالها لا بجمالها و الطامعين في ثرائها لا في محاسنها وبهائها فلا تعرف لها محبا مخلصا أو زوجا وفياً حتى لتتمثل مأساتها المروعة في عبارتها الأخيرة التي تنطق بها في مرارة مخاطبة خادمتها: ليس في الدنيا من يحبني حقا سواك يا نافون !..

وقد اعتبر النقاد هذه الرواية من أقوى قصص بلزاك وهو فيها صاحب رسالة إجتماعية لإصلاح الفرد والمجتمع وتقويم غرائز الإنسان والسمو به إلى حياة أسعد وأرقى.