“ميكا والتري”
(1908-1979)
“ميكا والتري” لا يعد فقط الكاتب الفنلندي الأكثر شهرة في العالم، ولكنه ايضا نمتلك إنتاجا متنوعا للغاية: روايات مسرحيات ، روايات بوليسية، قصائد هجائية، أساطير، كتب رحلات، رسوم متحركة وأيضا نصوص دعائية في أثناء الحرب، بدأ إنتاجه و استمر وواصل تنوع الأحداث التاريخية الذي يمليه عليه حدسه في إدهاش أكثر من متخصص.
بخلاف دراسته للفلسفة وعلم الجمال والأدب درس والتري أيضا علم اللاهوت وبدأ بكتيب صغير نشرته المؤسسة الفنلندية رحلات التبشير للبحارة (الفرار أمام الله) عام 1925 الرواية التي جعلته معروفا هي (وهمي الكبير) عام 1928 وهي كتاب سوداوي للشباب تصف الجو المحبط بسنوات العشرينات، اعتبر “والتري” حينذاك كاتبا نموذجيا في هلسنكي، بينما سيلانيا الذي كان عضوا بمجلس إقليم هام فقد استمد قوته في العاصمة.
لكن والتري وصل إلى الشهرة الدولية مع رواية “مجهول آت إلى المزرعة” وهي تحكي ماساة ثلاثة وتجري أحداثها في مزرعة مهجورة في سبيلها إلى الخراب.
بعد هذا النجاح أدرك والتري” أنه يستطيع الكتابة للعالم وقرر الاستمرار في هذا الطريق.
في عام ١٩٤٥ كتب” سينويه المصري” التي تحكي قصة طبيب مصري بين عامي 1390- 1335 قبل الميلاد يمكن وصفها أيضا على أنها وصف لإحباط الطبقة المتوسطة الفنلندية وانهيار قيم الحياة الضائعة بعد الحرب.
إن الوصف الحي للشخصيات وتعدد مستويات هذه الرواية جعلها أعظم أعمال “والتري” مما جعل صيته شائعا في العالم كله إنه الكتاب الفنلندي الوحيد الذي حقق مبيعات كثيرة في “أمريكا” و فرنسا والوحيد الذي بقي سنتين من ضمن أوائل الكتب في القائمة الأمريكية لقد أخرج المخرج الأمريكي مايكل كورتيز فيلما يحمل نفس العنوان في عام ١٩٥٤ مثل “سيلانيا” تطرق “والتري” إلى موضوعات مختلفة واهتم بفترات الانتقال الروحاني للتاريخ وبالموقف العصيب للبشرية المحطمة بواسطة قسوة القيم المادية والمشكلة الأزلية بين الخير والشر، والإنسان الذي يتصارع في النيران المتشابكة للإيديولوجيات المختلفة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.